سياسة

اخبار الرياضة

علوم و تكنولوجيا

    العثماني يتحاشى الحديث عن الوضع المصري أمام شبيبة حزبه


    رفعت قيادة شبيبة حزب العدالة والتنمية "الفيتو" ضد الشعارات المطالبة بطرد السفير المصري في المغرب، وذلك بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، تفاديا منها للإحراج الذي قد يقع فيه المسؤول الأول عن الدبلوماسية المغربية.
    وفي هذا السياق أوقف خالد البوقرعي الكاتب الوطني لشبيبة حزب رئيس الحكومة شعارات، لطرد السفير المصري بالرباط، والتي رفع من خلالها شبان الحزب، "الشعب يريد طرد السفير"، بالإضافة إلى لافتة كبيرة تحمل شارة رابعة العدوية والتي ووجه بها العثماني في القاعة المغطاة للمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، داعيا شبيبته إلى التعامل بذكاء مع مثل هذه القضية، ومعتبرا أن الشبيبة ستظل بجانب مواقف الحزب الكبرى الذي لم يبدل تبديلا على حد تعبير الوزير.
    توجيهات مسير جلسة العثماني لم تفلح في إيقاف سيل الأسئلة التي طالب من خلالها شبان حزب المصباح وزير الشؤون الخارجية والتعاون، برأيه حول ما يقع في مصر من أحداث دامية.
    http://t1.hespress.com/files/othmanijjd_798493875.jpg
    ورغم أن المسير ظل يردد أن موضوع الجلسة فكري بامتياز وأنهم استدعوا العثماني بصفته البحثية والأكاديمية إلا أن الأسئلة السياسية رافقت الوزير، وهو ما جعله يواجه شباب حزبه بالتأكيد أنه لم يأت ليقول لهم ما يعجبهم "لست هنا لأقول ما يرضيكم بل ما أراه صوابا وهذا الأخير نسبي ويمكن أن يخطئ فيه الإنسان".
    العثماني الذي تحاشى في أجوبته الحديث عن المواضيع التي شغلت شبيبة حزب المصباح، وعلى رأسها الوضع المصري الذي كان حاضرا طوال أيام ملتقاهم التاسع الذي أسدل عليه الستار اليوم السبت، قال إن "هناك من يصورون صورة سوداوية على المغرب"، مؤكدا أن "الأمن والاستقرار نعمة لا يحس بها ويعرف قيمتها إلا من فقدهما".. "ويجب أن نحمد الله على الاستقرار لأنه عندنا في بلدنا اختلاف وحرية رأي ويمكن للإنسان أن يختلف مع الرأي الرسمي دون أن يتعرض له أحد ويدخل بيته مطمئنا، وهو ما يفتقده الكثيرون" على حط تعبير العثماني.
    "يجب أن نكون منصفين ويجب أن نكون إيجابيين وأن نرى النصف المملوء من الكأس لا الفارغ وأن نطالب بالمزيد من الحقوق حق لكن لابد من الاعتراف بوجود العديد من الأمور الإيجابية"، يقول وزير الخارجية المغربي الذي أوضح، "أعتز بكوني مغربيا، رغم أن هناك مشاكل اجتماعية وسياسية لكننا اليوم نناضل لمعالجة هذه الإشكالات بطريقة إيجابية للاستمرار في الإصلاح".

    "روح موكادور" يفتتح دورته الثانية بتوقيع مؤلفات وحفل للصويري

    انطلقت الجمعة الدورة الثانية لملتقى "روح موكادور" المنظم من طرف المركز المغربي للفنون والثقافة العريقة فرع الصويرة، بشراكة مع المجلس البلدي للمدينة، وبدعم من وزارة الثقافة.
    انطلاقة الملتقى تمّت بحفل توقيع ثلاثة كتب، لمؤلفين من المدينة بـ"دار الصويري"، وهي المبادرة التي قال نائب رئيس المركز المغربي للفنون والثقافة العريقة إدريس الطويل، إنها تُعدّ لبِنة جديدة، غايتها دعم التجارب الأدبية المتميزة التي تحفل بها مدينة الصويرة.
    الكتب التي تمّ توقيعها في حفل افتتاح ملتقى "روح موغادور" هي "الامتداد الأزرق" لحسن الرموتي، والذي يحكي فيه قصّة بحّار من مدينة الصويرة يُدعى العربي بابمار، قام برحلة بحرية رفقة صديق له سنة 1989 إلى فرنسا، وهي القصّة التي قال مؤلف الكتاب إنّ صاحبها لو كان أوربيا، لكان بطلا قوميا في بلده، "لكنّ بطل القصّة لم ينلْ ما يستحقّ من اهتمام، في بلد يتنكّر لأبنائه من المثقفين وغيرهم"، على حدّ تعبير المؤلف.
    الكتاب، حسب تعبير مؤلفه، يُرتقب أن يتحوّل إلى فيلم سينمائي، بعدما شرع أحد أبناء المدينة على كتابة سيناريو الفيلم، المستمدّ من الكتاب، كما أنّ الكتاب سيُترجم إلى اللغتين الفرنسية والألمانية.
    الكتاب الثاني، هو "كناوة الأصول والامتدادات"، لعبد الله خليل، وهو عبارة دراسة للتراث المغربي في بُعده الإفريقي. مؤلِّف الكتاب قال إنّ التراث المغربي يحتاج إلى نقله من جيل إلى جيل، للمساهمة في استمراريته، مضيفا أنّ الكتاب حاولَ سبْر أغوار الشخصية الجماعية المغربية، أو "تمغربيت" بالعامّية، في بُعدها الإفريقي، لافتا إلى غياب دراسات خاصّة بالعنصر الزنجي، "ففي الوقت الذي يتحدث فيه الجميع عن الأصول الأمازيغية والموريسكية والعربية، يهرب الجميع من الحديث عن العنصر الزنجي"، يقول مؤلف الكتاب.
    وأضاف أنّه حاول الابتعاد عن الطابع الأكاديمي، وإنْ كان المؤلف عبارة عن دراسة، حتى يكون في متناول الجميع استيعاب مضمونه، معتبرا أنّ الكتاب الذي يسلط الضوء على الجانب الخفيّ لظاهرة "كناوة"، هو "رسم لمعالم الطريق لأبحاث ستأتي فيما بعد، لتسليط مزيد من الضوء على العنصر الزنجيّ، ومدى أثره على الثقافة المغربية".
    الإصدار الثالث الذي تمّ تقديمه خلال حفل افتتاح الدورة الثانية من ملتقى "روح موكادور" هو الديوان الشعري "شوق القوافي" للشاعر نوفل السعيدي، الذي يكتب القصيدة العمودية. الشاعر نوفل السعيدي كان تدخّله خلال الكلمات التي ألقيت في الحفل عبارة عن قصائد مصحوبة بترانيم العود، ولقيت استحسانا من طرف الحضور بدار الصويري، خصوصا وأنّ الشاعر الشاب ركب مغامرة القصيدة العمودية، في ظلّ "الهروب الجماعي" للشعراء نحو القصيدة النثرية.
    فعاليات اليوم الأوّل من ملتقى "روح موغادور"، عرفت أيضا عرض مسرحية "شخير لمواج"، بدار الصويري، لجمعية عطيل للمسرح والسينما بالصويرة، كما كان لجمهور المدينة حفل فني عبارة عن ملحمة تراثية محلية، بعنوان "أضواء منيرة من أبواب الصويرة"، وحفل فنّي للفنان عبد الرحيم الصويري.
    الصويري "ألهب" حماس الجمهور الذي حضر الحفل بأغاني من "ريبيرتواره" وأغاني لمطربين مغاربة وأجانب، والذي تفاعل مع الصويري في حفله الذي امتدّ لأكثر من ساعتين.
    فعاليات ملتقى "روح موكادور" تتواصل اليوم السبت بندوة حول الفنّ والإعلام، تحتضنها دار الصويري، ويشارك فيها مسؤولو الملاحق الفنية والإعلامية بعدد من الجرائد الوطنية، على أن يُختتم الملتقى بحفل فنّي تحييه كل من الفنانة المغربية إيمان الوادي، والفنانة اللبنانية أميمة الخليل، في حدود الساعة الثامنة والنصف ليلا.

    قصة "ياسين وكريمة" أو "روميو وجولييت" مدينة سيدي بنور

    "ومن الحب ما قتل"، مثل قديم يتداوله العشاق، وأولئك الذين يرثون لحالهم أو يسخرون منهم. أجمل قصص الحب تنتهي بالموت في روايات الأدب العالمي والتراث الشعبي وحكايات ألف ليلة وليلة، بين ديكابريو "التيتانيك" الذي مات متجمدا من أجل إنقاذ حبيبته، وروميو الذي شرب السم حزنا على جولييت. بسيدي بنور قصة لعاشقين اختارا لنهاية حبهما شعار "فلتكن حزينة إذن ولننتحر.."
    على غرار قيس وليلى، أو جميل وبثينة...في سيدي بنور قصة " ياسين وكريمة". شابان في مقتبل العمر يشهد لهما الجميع بقصة حبهما الخيالية، تعاهدا على الوفاء، والإخلاص، والحب والحياة المشتركة، لكنها وقبل أن تبدأ تحت سقف واحد، أظهرت أن الحب لا يؤدي دائما إلى بيت الزوجية، بل قد يفضي عذاب العشق إلى الموت، وبالضبط الانتحار على طريقة قصص العشاق الأسطورية.
    ياسين وكريمة
    دوار "الجوابرة" الذي يبعد عن سيدي بنور بسبعة كيلومترات والتابع لجماعة بني هلال، يوجد بمحاذاة الطريق الرئيسية الرابطة بين سيدي بنور والجديدة . لا حديث شغل الدوار قبل أشهر سوى قصة انتحار الخطيبين. ببيت قروي متواضع الشكل، بابه مفتوح من أجل استقبال التعازي ومواساة أم مكلومة على وفاة الابن المنتحر حبا، تجمع أغلب الجيران وأهالي الدوار لتأبين الراحل بكلمات كشهادة حسن سيرة وسلوك، ومواساة والدته طريحة الفراش. " ما كيشرب، ما كيكمي، ما كيشم.." هكذا تشهد له عمته، فيما خاله يسترسل " كان خلوقا، مهذبا وداخل سوق راسو". جدته التي فاجأتها دموع الحزن تصيح مرددة " ضعنا فيه، ضعنا فيه في شبابو، كان مرضي الوالدين، كيخدم بيديه واللي ربحو كيجيبو لمو".
    ياسين ذو 22 سنة والذي لا تتردد عمته في إظهار بطاقته الوطنية وتقبيل الصورة الموجودة بها، كان المعيل الأول للعائلة منذ رحيل أبيه عن الدنيا قبل 9 سنوات، يشتغل فلاحا وأحيانا أخرى يكسب قوت يومه من مهن مختلفة، شاءت له الأقدار أن يلتقي بكريمة ويخطبها "إنهم أبناء الدوار، تربوا في الوسط نفسه" يقول أحد شبان القرية لشرح أسباب اللقاء، قبل أن يستدرك " كان حاط عليها عينو، ويحبها في صمت منذ سنوات" حبه الذي حلم به منذ سنوات اقترب من التحقق، بعد أن رافقته عائلته لخطبة الفتاة صيف السنة الماضية، وتواعدا على الزواج برضى ومباركة العائلتين. "بعد خطبتهما بشكل رسمي كانا يلتقيان من حين لآخر، والكل يعرف أن كريمة لياسين وياسين لكريمة" يقول أحد رفقائه.
    الحب في زمن المشاكل
    أمه المريضة عاجزة عن الكلام، لكن عمته تحكي عن آخر يوم في حياته " دخل البيت غاضبا، وأخبر أمه أنه سيفسخ الخطبة، لأن الفتاة لم تعد تحبه، استفسرته عن أمر طلب الفتاة، لكنه لم يكن يملك الإجابة، سوى حزنا عميقا، استمهلته وقتا من أجل التدخل لدى عائلتها لإصلاح الأمر وفهم سبب تراجع الفتاة عن الخطوبة " ... ياسين الذي كان ينتظره قدر الموت لم ينتظر "الخيط الأبيض"، وقرر وضع حد لحياته. أجبرته أمه على ملازمة غرفته وإراحة نفسه قليلا من عناء التفكير والاكتئاب، الذي بدأت تظهر ملامحه بعد خصامه مع حبيبته في انتظار حل الأمر مع عائلتها، وإرجاع الأمور إلى نصابها. لازم الغرفة لبعض الوقت، لكنه غادر المنزل متسللا حاملا معه أقراصا لسم الفئران، اشترى "رايبي" من الدكان وابتعد عن القرية بحوالي ثلاثة كيلومترات، قبل أن يضع القرصين في "رايبي" ويودع الحياة في دقائق.
    "لم يكن يريد من أي شخص أن يتبعه وينقذه من موته، لذلك ابتعد عن الدوار" تقول إحدى بنات عمه. بعد أن اكتشفت أمه مغادرته للبيت أرسلت من يبحث عنه، ليحمل لها خبر انتحاره بعد فوات الأوان.
    انتشر الخبر في الدوار وانتقل إلى كريمة خطيبته ذات 18 سنة، لم تستوعب الخبر " صدمت من الخبر ولم تكف عن الصراخ والعويل، إلى أن قررت وضع حد لحياتها انتحارا" تقول إحدى نساء القرية مضيفة " كان عزيز عليها، كانوا غادي يتزوجوا هاد الصيف". اختارت أن تتبعه إلى عالمه الآخر بشرب مواد كيماوية تستعمل لرش النباتات الفلاحية، يستعملها والدها في نشاطه الزراعي كفلاح معروف في الدوار، لم تقاوم سموم المبيدات لتسقط أرضا من شدة الألم وسط دهشة عائلتها، إذ تم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى حيث مازالت ترقد بقسم العناية المركزة.
    تعددت الروايات والانتحار واحد
    عائلة المنتحر تجهل السبب الرئيسي للخصام، أو الأسباب الحقيقية التي دفعت ياسين للانتحار، فيما تناقلت بعض المواقع الإلكترونية أن ما دفعه لوضع حد لحياته هو رفض والدته تزويجه بمحبوبته " لقد وصل خبر إلى والدة المتوفى مفاده أن خطيبته سبق أن تمت خطبتها من شخص آخر" يقول أحد شبان الدوار. إذ رفضت الأم هذا الزواج درءا لاتهامها بعدم احترام أصول الزواج والخطبة من طرف عائلة أخرى. فيما أم المتوفى تنكر ذلك قائلة " أنا راضية عليه وعلى زواجو.. ماكاينش هادشي... " مضيفة بتساؤل " اللي وقع، وقع بيناتهم والله وحده يعلم ما سبب خصامهم".
    روايات أخرى تقول إن سبب الخصام هو رفض أم الفتاة تزويجها لياسين بعد أن تقدم لخطبتها شخص آخر، وهو ما جعلها تطلب منه الانفصال تحت ضغط الأم، لتندم عليه كريمة بعد أن فضل الموت على العيش بدونها.
    "نبكي عليه دموعا ودما، نحاول حبس تأثرنا ونبلع كلماتنا أمام أمه، التي تسقط مغميا عليها كل ما تذكرت ما حدث له" تشرح عمته.
    فيما أبو الفتاة الذي يجر عربة في اتجاه حقله الزراعي لم يرد على التحية، ولم يجبني. فتذكرت نصيحة أهل الدوار "متقربيش ليهم.. راكي عارفة عقلية أسرة البنت" لتأثرهم وتأثير القصة على سمعة ابنتهم.
    المنتحر بطل "الرواية" كان أمام خيارين حب الحياة وحب الممات، فاختار الانتحار دافنا معه سره وسر حبه لخطيبته التي مازالت بين الحياة والموت.
    من دوار العلم إلى قبلة المنتحرين
    بمنطقة سيدي بنور وبالضبط بدوار الجبابرة المسمى "دوار العلم" سابقا، " من هذه المنطقة تخرج دكاترة وأساتذة ورجال بمناصب عليا في الدولة" هكذا يعرف المنطقة أحد الطلبة المهندسين المتحدر من تلك القبيلة. عمالة سيدي بنور أصبحت مصدرا لأخبار الانتحار سواء الفاشلة أو الناجحة.
    تلميذة ترمي بنفسها من الطابق الثاني لأحد الأقسام في ثانوية تتابع بها دراستها، نجت من الموت بأعجوبة، وتلميذة أخرى لم تكمل ربيعها الرابع عشر، اكتشفتها أسرتها جثة معلقة على حبل داخل إحدى الغرف بمنزل الأسرة، وشاب يائس يصعد إلى أعلى بناية بسيدي بنور من أربعة طوابق، محاولا الانتحار أمام أعين مئات المواطنين، قبل أن تنقذه عناصر الوقاية المدنية، وطبيبة تنتحر احتجاجا على عدم قبول طلب التحاقها بزوجها.
    وتبقى المبيدات الحشرية الأكثر استخداما في جرائم الانتحار في المناطق القروية لسهولة استعمالها، ولعدم وجود قانون يجرم بيع هذه المبيدات الخاصة بالاستخدام المنزلي بالصيدليات..
    جميع محاولات الانتحار ترجع أسبابها في أغلب الأحيان إلى تدهور الحالة النفسية للمقدمين عليه، بسبب المشاكل العائلية والاجتماعية، لكن بدوار الجبابرة في قصة ياسين وكريمة اختلف السبب، وكان الغرام سيد الموقف.

    جمعويّون يطالبون بتعبيد مسلك طرقي بِتغجيجت

    طالبت اللجنة التنفيذية للقطب الجمعوي بتغجيجت، في رسالة وجهتها لوزير التجهيز والنقل عزيز رباح ببناء وتعبيد المسلك الطرقي " تيدريوت " الرابط بين مركز الجماعة القروية تغجيجت، ودوار تركمايت التابع لنفس الجماعة، على طول 27 كيلومترا.
    بناء ذات المسلك الطرقي، حسب نفس الرسالة، التي وُجِّهت نسخة منها إلى والي جهة كلميم السمارة والمدير الجهوي للتجهيز بكلميم، "إلى فك العزلة عن مجموعة من الدواوير وتجمعات الرُّحَّل الواقعة بين مركز تغجيجت ودوار تاركمايت، فضلا عن تسهيل ولوج ساكنة هذه المناطق إلى مركز تغجيجت لقضاء أغراضهم الإدارية".

    أردوغان: الإنسانية تقتضي معاقبة المجرم الذي قتل آلاف السوريّين

    قال رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان"، إن مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية لم يقوما حتى الآن بواجباتهما تجاه الأزمة السورية، مؤكدا دعم بلاده لكل عمل إنساني تقوم به الجهات المعنية في هذا الصدد.
    وأشار "أردوغان"، خلال حديثه في حفل افتتاح أحد الشوارع بالعاصمة التركية أنقرة، اليوم الجمعة، أن "هناك تناقضا في الحقوق الدولية إزاء مقتل المدنيين السوريين"، متسائلاً: "إذا كان قتل المدنيين باستخدام الأسلحة الكيميائية محرم دولياً أو مناقضا للحقوق الدولية منذ عام 1925، أليس مقتل ما يزيد عن 100 ألف مدني في سوريا جريمة دولية أيضا ومناقضا للحقوق؟"، مضيفا أن الإنسانية تقتضي معاقبة المجرم الذي قتل أكثر من 100 الف سوري مهما كان نوع السلاح".
    وتطرق رئيس الوزراء التركي إلى الشأن المصري، بالقول "موقفنا مما يجري في مصر يتطابق مع موقفنا في سوريا، لأننا نعتبر ما حدث في مصر انقلابًا عسكريًا"، منددا بقتل المدنيين في المظاهرات الاحتجاجية السلمية التي تشهدها البلاد منذ أن أطاح الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي، في الثالث من شهر يوليوز الماضي، مردفا ببالقول: "الجميع رأى كيف قُتلت أسماء البلتاجي، ثم سجن أبوها وأخوها دون أن يتحرك الضمير العالمي"،
    وانتقد رئيس الوزراء التركي موقف الدول الأوربية من الأحداث الأخيرة في مصر، قائلاً: "الدول الأوربية ما زالت تتهرب من قول كلمة الانقلاب العسكري في مصر".

    "رابعة".. أيقونة التضامن مع الشرعية في مصر القادمة من الشّرق

    أربعة أصابع مرفوعة رسمت بالأسود على قاعدة صفراء، هو شعار "رابعة" الذي بات أيقونة التضامن العربي والدولي مع مؤيدي الشرعية في مصر والاحتجاج على "الانقلاب العسكري" الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي؛ الشعار اكتسب تأييدا وقبولا كبيرا في أوساط شعبية كما رسمية، حيث غطّت صورة "رابعة" بروفايلات رواد موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي، وأثثت كل المسيرات الاحتجاجية المتضامنة مع المعتصمين السلميين بأرض "الفراعنة".
    رئيس وزراء التركي، رجب طيب أردوغان، كان أبرز الشخصيات الدولية التي أعلنت رسميا انحيازها وتعاطفها مع المتظاهرين السلميين بمصر، ولا يفوت أي فرصة اجتماع أو لقاء حزبي أو رسمي دون أن يشير بـ"رابعة"، قبل أن تتبنى الفكرة جموع المتظاهرين في تركيا وخارجها، بما في ذلك الجموع المصرية التي نزلت للميادين متحدية حالة الطوارئ وحظر التجوال المفروضين منذ مجزرة 14 غشت الجاري.
    مغاربة يرفعون "رابعة" للتضامن..
    وعلى غرار الإسلاميين المغاربة، الذين اختاروا ضمنيا ومن البداية الانحياز إلى تأييد "الشرعية" في مصر، لم تتردد شخصيات مغربية أخرى رفع شارة "رابعة" في غير ما موقف، كما هو الشأن بالنسبة للفنانة والممثلة فاطمة وشاي التي تهافتت عدسات الصحفيين من أجل التقاط صورة لها وهي ترفع "رابعة" أثناء حضورها في المهرجان الافتتاحي للملتقى الوطني للشبيبة العدالة والتنمية..
    موقف الفنانة وشاي تزامن مع "فضيحة" المغنية المصرية شيرين عبد الوهاب بمهرجان تطوان، التي رددت "يحي السيسي" أمام الجمهور الذي امتعض من الموقف وردد في المقابل "مرسي مرسي" قبل أن تغادر صاحبة "مشربتش من نيلها" غاضبة.. وهو الموقف الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام المغربية بكونه "فضيحة"، مما حدى برواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى عقد مقارنة بين وشاي "الفنانة الحقيقية" وبين شيرين "الفنانة المزيفة"..
    والذي أثار الغرابة وتناسلَ المواقف المتأرجحة بين معترض ومؤيد، هو إقدام بعض رموز العدالة والتنمية الذين يحملون حقائب وزارية داخل كتيبة بنكيران الحكومية على رفع شارة "رابعة" في أكثر من موقف، خصوصا أثناء ملتقى شبيبة الحزب، في مقدمتهم عبد الاله بنكيران والحبيب الشوباني، وهو ما أثار حفيظة أقلام إعلامية وصحفية تحدثت عن "تورط" الوزراء الإسلاميين في الانحياز إلى الإخوان المسلمين بمصر ومعارضة "الانقلاب العسكري"، وهو ما يتناقض مع الموقف الرسمي للمغرب، الذي أيّد منذ البداية "خطة طريق" قائد الجيش المصري عبد الفتاح السيسي، وهي الخطة التي أدت إلى ارتكاب مجازر دموية راح ضحيتها مئات المتظاهرين السلميين كان يعتصمون بميدانيّ رابع العدوية والنهضة بالقاهرة..
    وكان الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، المنعقد طوال الأسبوع الجاري بالدار البيضاء، موعدا لحشد الدعم والتضامن مع الإخوان المسلمين بمصر، الذين تعرضت اعتصاماتهم واحتجاجاتهم الرافضة للانقلاب العسكري إلى القمع الدموي، حيث طبعت شارة "رابعة" على قمصان المشاركين في المؤتمر، وهو الشكل الذي علق عليه خالد البوقرعي، الكاتب الوطني لشبيبة "المصباح" بالقول إنه تعبير عن تبني الأخيرة لقضية الإخوان المسلمين في مصر..
    بدورها، اخترقت "رابعة" الساحة الرياضة المغربية، إذ انتشرت صور لجماهير فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم ترفع شعار الأربعة أصابع، أثناء استقبال الفريق الأخضر في مركب محمد الخامس لنظيره أولمبيك آسفي الأحد الماضي، في إطار انطلاق الدوري الاحترافي للبطولة الوطنية..
    كما تناقلت مواقع إخبارية الكترونية عربية وفلسطينية صورة للمغنية المغربية الشابة سلمى رشيد، رفقة نجم "عرب ايدول" محمد عساف، وهما يشيران إلى رمز "رابعة"، فيما ذهب بعض رواد العالم الافتراضي إلى كون رقم "4" لا يشير إلى رمز التضامن مع معتصمي رباعة العدوية بمصر، وإنما يدل رمز أغاني عساف على تطبيق "أنغامي".
    من أول من رفع "رابعة" وكيف ولد الشعار؟
    "لقد استشهد أصحاب هذا الشعار في ميدان رابعة العدوية، على يد سلطة الانقلاب العسكري الذي وقع في 3 يوليوز الماضي، في مصر"، هكذا يعرف موقع الكتروني يحمل اسم "رابعة" ومصبوغ باللون الأصفر، بـ3 لغات هي العربية والتركية والإنجليزية، مضيفا أن المعتصمين بميدان رابعة العدوية بالقاهرة، ابتكروا "شعار رابعة"، المتمثل في رفع أربعة أصابع، للمرة الأولى في هذا الميدان، "إنه شعار رابعة، وهو مستوحى من اسم الميدان، الذي يرمز للعدد أربعة والترتيب الرابع في العربية وهو اسم سيدة تقية من أولياء الله رابعة العدوية، التي توفيت في القدس، في العصور الأولى للإسلام..".
    "أردوغان هو مكتشف ومبدع شارة رابعة"، جملة سبَحت كثيرا في العالم الافتراضي، إلا أن موقع "رابعة"، الذي يديره شخص تركي حسبما تشير مصادر إعلامية، قال إنه لم يُعرف صاحب فكرة هذا الرمز، ومن قام برفعه أولا، مضيفا، على لسان متظاهرين تم استجوابهم من ميدان رابعة أن الشعار تأكيد أيضا على أن "محمد مرسي هو الرئيس الرابع للبلاد بعد جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك، ولكي نتميز عن المؤيدين للانقلاب في ميدان التحرير الذين يرفعون إشارة النصر التقليدية برفع الأصبعين".
    ويوضح "رابعة دوت كوم" أن الشعار بات رمزا لمختلف فئات المسلمين المنددين بمواقف كافة الدول والأنظمة في الشرق والغرب، التي تجاهلت تعرض آلاف المصريين للمجازر، إضافة إلى كونه "رمزا لصحوة في وجه كافة أنواع الضغوط السياسية والاقتصادية والثقافية والظلم والمجازر التي يمارسها الغرب والشرق ضد الإسلام والمسلمين على مدى أعوام".

    القبّاج يوجه رسالة غضب إلى ملك السعودية و"العربية" و"السلفيين"

    بعد يومين من استقالته من جمعية الدعوة للقرآن والسنة، التي يتزعمها محمد المغراوي، شنّ حماد القباج، القيادي السلفي، هجوما شديد اللهجة على ملك السعودية، عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ردا على موقف الأخير الداعم لـ"الانقلاب العسكري الظالم في مصر"، فيما انتقد بشدة من أسماهم "أدعياء السلفية" الذين "بلغت بهم الوقاحة إلى درجة أنهم يصبون الزيت في نار محرقة الإخوان"، على حد تعبيره.
    وأضاف القباج، في "رسالة مفتوحة إلى خادم الحرمين وسماحة المفتي" توصلت بها هسبرس، أن الحكومة السعودية وعدت بدعم الانقلاب العسكري بمصر، "فقد ضخت السعودية وحلفاؤها من دول الخليج مليارات قوية في سوق المال المصرية"، مشيرا من جهة أخرى أن قناة "العربية" السعودية انحازت إلى "أكبر سلوك ديكتاتوري في هذا القرن"..
    وتأتي رسالة القباج يوما بعد إعلانه الاستقالة من جمعية المغراوي، احتجاجا منه على إقدام هذا الأخير على التبرأ من قصيدة "يا خادمَ الحرمينِ" التي وجهها القيادي السلفي في الجمعية، عادل رفوش، ينتقد من خلالها موقفه ملك السعودية في دعم "الانقلابيين" بمصر.
    وفيما يلي نص الرسالة كما توصلت بها هسبريس من حمّاد القبّاج:
    رسالة مفتوحة إلى خادم الحرمين وسماحة المفتي ..
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له: إنك أنت ظالم، فقد تودع منهم". (رواه أحمد والحاكم وصححه)
    حين نتحدث عن خادم الحرمين الشريفين، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة؛ فإننا نتحدث عن سياسي لا يمكن له أن يتبنى نظرية فصل الدين عن الدولة، ولا ينبغي له أن يفصل الأخلاق عن السياسة ..
    من هذا المنطلق أحب أن أتناول بالتحليل الشرعي والسياسي موقفه الداعم للانقلاب العسكري الظالم في مصر ..
    بدأ هذا الدعم بالمبادرة إلى الاعتراف بحكومة الانقلاب؛ وهي حكومة صورية يحركها الحاكم الحقيقي (البرادعي ممثل الإمبريالية والعسكر خادمها الوفي) ..
    وهذه الحكومة لا يستقيم لها الحكم شرعا ولا ديمقراطية:
    أما شرعا فلأنها حكومة (حاكم) خرج على ولي الأمر الشرعي، وهو بهذا الفعل يكون (ظالما) يشرع خلعه وعزله عند عامة الفقهاء.
    وأما ديمقراطية فلأنها حكومة قفزت على العمود الفقري للديمقراطية (صناديق الاختيار)، وعينت من طرف الديكتاتور (قائد الانقلاب)، وقامت –ولا تزال تقوم- بأعمال هي من صميم الاستبداد المناقض للعدل والديمقراطية ..
    وقد قامت القرائن الواضحة على أن الانقلاب بُيت له بليل ودُبر باتفاق مع الحكومة السعودية، وبعد أخذ الوعد منها بدعمه وتأييده.
    ووفاء بهذا الوعد الآثم؛ فقد ضخت السعودية وحلفاؤها من دول الخليج مليارات قوية في سوق المال المصرية، مليارات شحت بفتات منها على حاكم شرعي ظهر صدقه مع ما ارتكبه من أخطاء وزلقات كان في أكثرها مكرها مضغوطا بين مطرقة الخذلان وسندان الضعف والهوان ..
    بل إن دعمها الاقتصادي للانقلاب بلغ إلى حد معاقبة أردوغان بإلغاءها -مع دول الخليج الموافقة لها-؛ استثمارات بقيمة 12 مليار دولار كانت مبرمجة في تركيا من أجل حمل رجال الأعمال على اتخاذ موقف من رئيس الوزراء المسلم الوحيد الذي ندد بالانقلاب ومظالمه السوداء.
    (غطاء دبلوماسي)، و(دعم اقتصادي)، وقبل ذلك وبعده (مكر إعلامي) عجزت عن صنعه عبقرية الشيطان؛ حملت لواءه وتقدمت جيوشه عالميا قناة العربية "السعودية"؛ قلعة العلمانيين والليبراليين العرب، الذين كشفت الأحداث سوءتهم وعرّت نفاقهم ..
    المنافق إذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر، وقد عاهدت هذه القناة المشاهدين على الحياد والموضوعية فانحازت إلى أكبر سلوك ديكتاتوري في هذا القرن، واختصمت مع الإخوان المسلمين ففجرت أشد الفجور وأخبثه ..
    فجور بلغ إلى درجة استباحة دمهم وبذل الغالي والنفيس والسعي الخسيس؛ لإلباسهم لبوس الإرهاب وإظهارهم بمظهر مصاص الدماء الذي تقطر أنيابه بدماء المصريين وتتلطخ يده الباطشة بعرق المخنوقين بقبضته التي لا تشفق ولا ترحم ..
    وهنا يطل خادم الحرمين مرة أخرى، ليؤكد دعمه لكل الإجراءات التي تقوم بها الحكومة المصرية لضرب الإرهاب واستئصال الإرهابيين!
    وجاءت الملحمة، وانقض الوحش (الداخلية والجيش) على حِمل وديع (الاعتصام) اسمه رابعة العدوية، لم يعرف هذا الحِمل بسلاح ولا إرهاب ..، وإنما صيام وقيام وسجود وركوع ودعاء وخضوع، وحناجر تنادي بالحق المسلوب والكرامة المنهوبة ..
    الحصيلة: أزيد من 400 قتيل و5000 جريح و10000 معتقل في رابعة وحدها !!!
    أما بالنظر إلى كل الميادين؛ فقد تجاوزت الحصيلة: 3000 قتيل!!!
    بأي دين؟ وبأي شريعة؟ وبأي عقل؟ وبأي منطق؟ يستحل دمهم ويستباح عرضهم ويهدر حقهم وتداس كرامتهم؟؟
    استحلال وحشي لم أظن أبدا أن يفعله مصري بمصري، ولا أن يرضاه لمصري سعودي ولا مغربي ..
    دبابات تقتنص الأحياء، وأخرى تجرف وتطحن جثث الأموات، جثث مفحمة ونساء مرملة وأطفال ميتمة ..
    يا خادم الحرمين؛ هب أنك وجدت في السياسة ما يسوغ الاستبداد ويبرر الانقلاب؛ فلن تجد فيها أبدا ما يحل الدم الحرام ويبيح العرض الحرام.
    يا خادم الحرمين؛ إنْ عقَلتْكَ أغلال الإمبريالية عن نصرة الشرعية، وأزلتك بطانة السوء عن الحكم بالحق والعدل؛ فلا أقل من أن تبذل جاهك وتوظف سلطتك في حجز الظالم المتوحش عن إراقة الدماء وتفتيت الأشلاء ..
    ولا يقبل أبدا أن يحتج البرادعي على جرائم فض الاعتصام -وهو كذوب-، ويسجل على خادم الحرمين أنه أقر وشجع ودعم.
    يا خادم الحرمين؛ أذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق" (رواه ابن ماجه بإسناد حسن عن البراء بن عازب رضي الله عنه)
    يا خادم الحرمين؛ أذكرك بما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أعَان على قتل مُؤمن بِشَطْر كلمة لَقِي الله مَكْتُوبًا بَين عَيْنَيْهِ آيس من رَحْمَة الله" (رواه ابن ماجه عن أبي هريرة، وله شاهد من حديث ابن عمر رواه البيهقي)
    قال سفيان بن عيينة: "هو أن يقول: "أُقْ" يعني لا يتم كلمة اقتل".
    قلت: فكيف بمن أعان على قتل مُؤمن بقوله: "أؤيد كل الإجراءات التي تقوم بها الحكومة المصرية لضرب الإرهاب واستئصال الإرهابيين"؟!!
    يا خادم الكعبة؛ عن ابن عباس قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة فقال: "مرحباً بكِ من بيتٍ، ما أعظمَكِ، وأعظمَ حرمَتَكِ، وللمؤمنُ أعظمُ حرمةً عند اللهِ منكِ، إن اللهَ حرّم منكِ واحدةَّ، وحرّمَ مِنَ المؤمنِ ثلاثاً: دمَه، ومالَه، وأن يُظَنَّ به ظنُّ السُّوءِ" (رواه البيهقي في "شعب الإيمان" بسند حسن؛ انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (7/ 1248))
    يا خادم الحرمين؛ أذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولا يسلمه" (متفق عليه)
    أي: لا يظلمه بنفسه، ولا يسلمه إلى من يظلمه.
    والمفارقة أن من تعرض لهذا البطش الشديد؛ اسمهم: الإخوان المسلمون!
    هذه الجماعة جماعة إصلاحية مناضلة، خيرها أكثر من شرها، وقد رددنا على أخطاءها في مناسبات، وأيضا شكرنا جهودها في مناسبات ..
    لم تربطنا بهم يوما علاقة، ولا جمعنا بهم مجلس، وهو شرف فاتنا..
    وقد أنكرنا أخطاءهم في الممارسة السياسية، لا سيما وهم في الحكم ..
    وأذكر أنني فرحت لما علمت أنهم لن يترشحوا للرئاسة، ثم توجست وترددت لما رشحوا الدكتور مرسي، وقد ساءني ما وقع فيه من أخطاء.. وحسبه نبلا وشرفا أنه اعترف بها ..
    لكن أقول: مهما خالفناهم؛ فإننا لا نجيز ولا نقبل ما لحقهم من ظلم عظيم وبطش شديد؛ تكالب فيه عليهم الجميع: المنتظم الدولي / الدول العربية / الجيش / الأجهزة الأمنية / الإعلام / رجال الأعمال / البلطجية ..
    وثالثة الأثافي: زلات حزب النور، وآخرها: اتفاقه مع الانقلابيين على تفعيل الحوار الوطني!
    أي حوار يسوغ على أرض سالت بدماء الأبرياء؟!!!
    أما أدعياء السلفية من الغلاة المتعالمين؛ فبلغت بهم الوقاحة إلى درجة أنهم يصبون الزيت في نار محرقة الإخوان؛ بتكثيف الخطب والمحاضرات في بيان انحرافاتهم –زعموا-!!!
    وحاشا السلفية من هذا التواطؤ الجبان مع الظالمين المعتدين:
    قال الإمام الألبانى رحمه الله وطيّب ثراه؛ في سلسلة الهدى والنور (رقم الشريط:849): "إن الإخوان المسلمين ليسوا من الفرق الضالة، ولا أعتقد أني قلت ذلك ولو قلته فإني أتراجع عنه، ولا أعتقد أن يصل بي الأمر إلى أن أحكم على شخص ما بأنه من الفرق الضالة لمجرد مخالفة واحدة.
    وكثيرا ما سُئلت عن الأحزاب القائمة اليوم خصوصا حزب الإخوان المسلمين هل أعتبرهم من الفرق الضالة؟
    فأقول: لا.
    وأقل ما يقال فيهم أنهم يعلنون تبعا لرئيسهم الأول حسن البنا رحمه الله أنه: على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح -وإن كانت هذه دعوى تحتاج لتفصيلها قولا وتطبيقها عملا-، ولكن نحن نكتفى منهم أنهم يعلنون الانتماء إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح لكنهم يخالفون ذلك في قليل أو كثير.
    وفيهم أفراد هم معنا في العقيدة لكنهم ليسوا معنا في المنهج، لذلك أنا لا أجد رخصة لأحد أن يحشرهم في زمرة الفرق الضالة، ولكنهم يخالفوننا في مواضع طالما ننقاشهم ونجادلهم فيها، لكنهم لا يستحقون بها أن نلحقهم بالفرق الضالة"اهـ
    كما صدرت فتوى عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء جاء فيها ما نصه:
    "أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق وأحرصها على تطبيقه أهل السنة وهم أهل الحديث وجماعة أنصار السنة ثم الإخوان المسلمون، وبالجملة فكل فرقة من هؤلاء فيها خطأ وصواب، فعليك بالتعاون معها فيما عندها من الصواب واجتناب ما وقعت فيه من أخطاء مع التناصح والتعاون على البر والتقوى" اهـ
    [فتاوى اللجنة: المجلد:34، الصفحة:91 / الفتوى تحمل توقيع المشايخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، عبد الرزاق عفيفي، عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان رحمهم الله جميعا].
    أما بعد؛ فلست غافلا عن كون الملك عبد الله يريد شراء ود الجيش المصري لأن الخليج ضعيف بين (إسرائيل) وإيران ..
    وأعلم أن المشروع السياسي لدول الخليج لا يلتقي مع المشروع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين ..
    وأعرف أن الملك عبد الله غاضب على الرئيس مرسي لأنه رفض أن يطلق سراح حسني مبارك مع مطالبة الملك له بذلك وإلحاحه عليه ليحصنه من المساءلة كما حصن طاغية تونس ..
    هذا كله يفسر موقف الملك عبد الله، وإن كان لا يسوغه ..
    ولكن هذا كله لا يفسر ولا يسوغ أبدا؛ إقراره سفك الدم الحرام وإعطاء الغطاء لما هو أشبه بحملة إبادة تستحل كل الموبقات من قتل وإهانة وسجن وتعذيب وهتك للأعراض واستهداف للنساء والأطفال ..
    لا نرضى أن يسجل التاريخ أن هذا كله تم في عهد الملك عبد الله بن العزيز آل سعود.
    ومرة أخرى أدعو مشايخنا وعلماءنا -وعلى رأسهم هيئة كبار العلماء برئاسة مفتي المملكة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ وفقه الله-؛ نطلب منهم ونترجاهم أن يبذلوا شفاعتهم لدى خادم الحرمين كي يتدخل ليوقف الحملة الإرهابية التي تستهدف الإخوان؛ لا نطلب دعمهم سياسيا، لكن على الأقل: حفظ كرامتهم وأعراضهم وأرواحهم، اسعوا لفك الأسير وتعويض أهالي القتلى ومواساة الجرحى:
    أذكركم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فكوا العاني وأجيبوا الداعي وأطعموا الجائع وعودوا المريض" (رواه البخاري)
    العاني: أي: الأسير والسجين.
    ومن ثبت تورطه في دم حرام فليحاكم بالعدل، ولا يبقى معلقا مهانا.
    وأذكر سماحة المفتي بموقفه في خطبة عرفة، وتكراره كل عام حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام ماله وعرضه ودمه، حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم". (رواه أبو داود وأصله في الصحيحين)
    يا علماء: اشفعوا تؤجروا وتبرأ ذمتكم ..
    وليتذكر الحكام والعلماء أن الله {أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (84) مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} [النساء: 84، 85]