سياسة

اخبار الرياضة

علوم و تكنولوجيا

"رابعة".. أيقونة التضامن مع الشرعية في مصر القادمة من الشّرق

أربعة أصابع مرفوعة رسمت بالأسود على قاعدة صفراء، هو شعار "رابعة" الذي بات أيقونة التضامن العربي والدولي مع مؤيدي الشرعية في مصر والاحتجاج على "الانقلاب العسكري" الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي؛ الشعار اكتسب تأييدا وقبولا كبيرا في أوساط شعبية كما رسمية، حيث غطّت صورة "رابعة" بروفايلات رواد موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي، وأثثت كل المسيرات الاحتجاجية المتضامنة مع المعتصمين السلميين بأرض "الفراعنة".
رئيس وزراء التركي، رجب طيب أردوغان، كان أبرز الشخصيات الدولية التي أعلنت رسميا انحيازها وتعاطفها مع المتظاهرين السلميين بمصر، ولا يفوت أي فرصة اجتماع أو لقاء حزبي أو رسمي دون أن يشير بـ"رابعة"، قبل أن تتبنى الفكرة جموع المتظاهرين في تركيا وخارجها، بما في ذلك الجموع المصرية التي نزلت للميادين متحدية حالة الطوارئ وحظر التجوال المفروضين منذ مجزرة 14 غشت الجاري.
مغاربة يرفعون "رابعة" للتضامن..
وعلى غرار الإسلاميين المغاربة، الذين اختاروا ضمنيا ومن البداية الانحياز إلى تأييد "الشرعية" في مصر، لم تتردد شخصيات مغربية أخرى رفع شارة "رابعة" في غير ما موقف، كما هو الشأن بالنسبة للفنانة والممثلة فاطمة وشاي التي تهافتت عدسات الصحفيين من أجل التقاط صورة لها وهي ترفع "رابعة" أثناء حضورها في المهرجان الافتتاحي للملتقى الوطني للشبيبة العدالة والتنمية..
موقف الفنانة وشاي تزامن مع "فضيحة" المغنية المصرية شيرين عبد الوهاب بمهرجان تطوان، التي رددت "يحي السيسي" أمام الجمهور الذي امتعض من الموقف وردد في المقابل "مرسي مرسي" قبل أن تغادر صاحبة "مشربتش من نيلها" غاضبة.. وهو الموقف الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام المغربية بكونه "فضيحة"، مما حدى برواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى عقد مقارنة بين وشاي "الفنانة الحقيقية" وبين شيرين "الفنانة المزيفة"..
والذي أثار الغرابة وتناسلَ المواقف المتأرجحة بين معترض ومؤيد، هو إقدام بعض رموز العدالة والتنمية الذين يحملون حقائب وزارية داخل كتيبة بنكيران الحكومية على رفع شارة "رابعة" في أكثر من موقف، خصوصا أثناء ملتقى شبيبة الحزب، في مقدمتهم عبد الاله بنكيران والحبيب الشوباني، وهو ما أثار حفيظة أقلام إعلامية وصحفية تحدثت عن "تورط" الوزراء الإسلاميين في الانحياز إلى الإخوان المسلمين بمصر ومعارضة "الانقلاب العسكري"، وهو ما يتناقض مع الموقف الرسمي للمغرب، الذي أيّد منذ البداية "خطة طريق" قائد الجيش المصري عبد الفتاح السيسي، وهي الخطة التي أدت إلى ارتكاب مجازر دموية راح ضحيتها مئات المتظاهرين السلميين كان يعتصمون بميدانيّ رابع العدوية والنهضة بالقاهرة..
وكان الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، المنعقد طوال الأسبوع الجاري بالدار البيضاء، موعدا لحشد الدعم والتضامن مع الإخوان المسلمين بمصر، الذين تعرضت اعتصاماتهم واحتجاجاتهم الرافضة للانقلاب العسكري إلى القمع الدموي، حيث طبعت شارة "رابعة" على قمصان المشاركين في المؤتمر، وهو الشكل الذي علق عليه خالد البوقرعي، الكاتب الوطني لشبيبة "المصباح" بالقول إنه تعبير عن تبني الأخيرة لقضية الإخوان المسلمين في مصر..
بدورها، اخترقت "رابعة" الساحة الرياضة المغربية، إذ انتشرت صور لجماهير فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم ترفع شعار الأربعة أصابع، أثناء استقبال الفريق الأخضر في مركب محمد الخامس لنظيره أولمبيك آسفي الأحد الماضي، في إطار انطلاق الدوري الاحترافي للبطولة الوطنية..
كما تناقلت مواقع إخبارية الكترونية عربية وفلسطينية صورة للمغنية المغربية الشابة سلمى رشيد، رفقة نجم "عرب ايدول" محمد عساف، وهما يشيران إلى رمز "رابعة"، فيما ذهب بعض رواد العالم الافتراضي إلى كون رقم "4" لا يشير إلى رمز التضامن مع معتصمي رباعة العدوية بمصر، وإنما يدل رمز أغاني عساف على تطبيق "أنغامي".
من أول من رفع "رابعة" وكيف ولد الشعار؟
"لقد استشهد أصحاب هذا الشعار في ميدان رابعة العدوية، على يد سلطة الانقلاب العسكري الذي وقع في 3 يوليوز الماضي، في مصر"، هكذا يعرف موقع الكتروني يحمل اسم "رابعة" ومصبوغ باللون الأصفر، بـ3 لغات هي العربية والتركية والإنجليزية، مضيفا أن المعتصمين بميدان رابعة العدوية بالقاهرة، ابتكروا "شعار رابعة"، المتمثل في رفع أربعة أصابع، للمرة الأولى في هذا الميدان، "إنه شعار رابعة، وهو مستوحى من اسم الميدان، الذي يرمز للعدد أربعة والترتيب الرابع في العربية وهو اسم سيدة تقية من أولياء الله رابعة العدوية، التي توفيت في القدس، في العصور الأولى للإسلام..".
"أردوغان هو مكتشف ومبدع شارة رابعة"، جملة سبَحت كثيرا في العالم الافتراضي، إلا أن موقع "رابعة"، الذي يديره شخص تركي حسبما تشير مصادر إعلامية، قال إنه لم يُعرف صاحب فكرة هذا الرمز، ومن قام برفعه أولا، مضيفا، على لسان متظاهرين تم استجوابهم من ميدان رابعة أن الشعار تأكيد أيضا على أن "محمد مرسي هو الرئيس الرابع للبلاد بعد جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك، ولكي نتميز عن المؤيدين للانقلاب في ميدان التحرير الذين يرفعون إشارة النصر التقليدية برفع الأصبعين".
ويوضح "رابعة دوت كوم" أن الشعار بات رمزا لمختلف فئات المسلمين المنددين بمواقف كافة الدول والأنظمة في الشرق والغرب، التي تجاهلت تعرض آلاف المصريين للمجازر، إضافة إلى كونه "رمزا لصحوة في وجه كافة أنواع الضغوط السياسية والاقتصادية والثقافية والظلم والمجازر التي يمارسها الغرب والشرق ضد الإسلام والمسلمين على مدى أعوام".