سياسة

اخبار الرياضة

علوم و تكنولوجيا

نقاش أمازيغيّ مؤنّث بطنجة يذكّر بكَوْن الحقوق تُنتزع ولا تُعطَى


http://t1.hespress.com/files/amazigh_femmes_tawiza_5_797522357.jpg


http://t1.hespress.com/files/amazigh_femmes_tawiza_7_583578504.jpg


http://t1.hespress.com/files/amazigh_femmes_tawiza_6_758514316.jpg


http://t1.hespress.com/files/amazigh_femmes_tawiza_8_442877581.jpg

طالبت الناشطة الأمازيغية مريم الدمناتي بضرورة فتح الحدود المغربية الجزائرية، مؤكدة أن نضال الأمازيغ مستمر لأجل الوصول إلى حل المشكل، ومعتبرة أن الجزائريين و المغاربة "شعب واحد لا يقبل المنتمون إليه بوجود فواصل بينهم"، وجاء ذلك خلال لقاء بطنجة خصص للنساء الأمازيغيات بشمال افريقيا ضمن فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان "ثويزا".
كما أوردت الدمناتي أن هذا اللقاء يأتي في ظل وجود مشاكل حقيقية تعانيها المرأة الأمازيغية في شمال افريقيا بشكل يقتضي ضرورة البحث عن حلول، والتفكير جماعيا في المستقبل للمحافظة على الهوية و تطوير و تنمية المناطق الأمازيغية، معتبرة أيضا أنّ دور الأمهات والمدارس مهم في حمل مشعل الهوية الأمازيغية واستمرارها في التواجد بقوة.
اللقاء الذي اختير له شعار "مقاومة المرأة الأمازيغية عبر الثقافة" شاركت به مناضلات إمازيغن القادمات من تونس و ليبيا و ومالي والجزائر إلى جوار المغرب، وقد عرف طرح مشاكل الإناث بهذه البلدان بشكل أجمع على أن وصول الإسلاميين الى الحكم بمختلف دول المنطقة المغاربية جعل المحن تتفاقم، معتبرات أن المد الأصولي يعتبر عائق لتنمية أوضاعهن ويجعل الحصول على حقوقهن بعيد المنال.
بشعر أمازيغي قوي، حركت الشاعرة و القاصة خديجة أروهال مشاعر الحاضرين الذين صفقوا بقوة لكلماتها المبرزة مكامن القوى لدى أمازيغ شمال افريقيا والساحل، مبدعة في وصف حراك إيمازيغن من أجل الحفاظ على الإرث الثقافي و الهوياتي بدور مفصلي لعبته الأمهات لبناء المجتمع وصيانته.
مها لجويني، الناشطة التونسية التي هي عضو الكونغرس العالمي الأمازيغي، كشفت أن حركة النهضة في تونس قد قالت إن الشعب الأمازيغي لا وجود له في تاريخ الدولة، و أنه شعب اندثر ولا يشكل غير أقلية لغوية وتجمّع للمارقين و الزنادقة و الملحدين من غير المتحضرين، وذلك كله ردا على مطلب دسترة الأمازيغية على أيدي الجمعية التونسية للثقافة الأمازيغية وجمعيات أخرى.. وتقول لجويني إن النضال الحالي بـ "الخضراء" يتركّز على التعريف بتاريخ الأمازيغ وعراقة تواجدهم في المنطقة، مع التصدي للمد الأصولي و محاولات معتنقيه طمس هوية الغير.
دموع مها لجويني انهمرت وجعلتها تتوقف عن الحديث بعدما تأثرت بسرد معاناة نساء بلدها من الأمازيغيات، فقالت: " كنت أريد أن أتحدث و أقدم تونس كنموذج، لاسيما أننا نحن من فجر ثورات الربيع الديموقراطي، لكن للأسف.. تبقى لنا فقط الثقة الكاملة في قوة وطننا وتاريخنا الأمازيغي المناضل لنتوجه به ضد التخلف والرجعية".
مداخلة سوداتا واليت عن منطقة أزواد بمالي أكدت حاملة لمعاناة الطوارق مع العنصرية، معلنة عن استمرار التقتيل في صفوف أمازيغ البلد رغما عن اتفاقيات السلم الموقعة عقب التدخل العسكري بالمنطقة، حيث رسمت المتحدثة صورة قاتمة على وضعية النساء بالمنطقة، داعية للعمل من أجل وقف هذا التعاطي ومعلنة أن شعب الطوارق مهدد بالإبادة الكلية والانقراض.
و من ليبيا جاءت مداخلة إيناس محمد سعيد ميلود، الحقوقية التي أوردت أن المرأة الأمازيغية في ليبيا لا تختلف عن نظيراتها بتونس و أزواد، مشدّدة على أن تمكن الأحزاب الإسلامية من السيطرة على المشهد حاليا قد فرض النضال من جديد لفرض الذات و انتزاع الحقوق.
قبل إعطاء الكلمة لمليكة معتوب، أخت المناضل القبايلي والفنان المغتال لوناس معتوب، تم الإستماع لمقطوعة من غناء والدة الفقيد، الشاعرة القبائلية "يْمّا عالجية"، التي استعملت لسان تيزي وزو في قصيدة تقول ترجمتها للعربية" "يا شباب إيمازيغن، هذا ما حدث لكم، أعطيتم صدوركم للرصاص و أمهاتكم بكين، قلوبهن و قلوبنا حزينة، تركتم وراءكم الآلام، لذلك لن نسامح .."، ما استدعى تجاوب الحاضرين ودفعهم للوقوف احتراما لأم معتوب.
أما مليكة معتوب، وبلغة فرنسية اختيرت كلماتها بشكل دقيق، أصرت على استدعاء حراك الجميع من اجل الدفاع عن القضية الأمازيغية و الهوية وحق الأمازيغ في نيل حقوقهم.. مذكرة بان الحقوق لا تُعطى بقدر ما تُنتزع.. كما شددت معتوب أن الأمازيغ ليسوا ثراتا أو فخارا يوضعون للتزيين، بل بشر لهم حقوق، وقالت: "نفتخر بتاريخنا ونريد أن نعيش أمازيغيتنا بطولها وعرضها، ٫إذ لدينا الكثير من العمل للقيام به كما لدينا الشجاعة لنستمر في نضالاتنا ما دمنا أصحاب حقّ".. وختمت مداخلتها الدامعة بـ: "لسنا زائرين أو عابري سبيل، بل هذه أرض الأمازيغ ولن نقبل أبدا بوجود حدود بيننا".